الثلاثاء، 29 يناير 2019

العولمة الاقتصادية والتكتلات الإقليمية Economic globalization and regional blocs



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تهديكم الدار العربية للتنمية الادارية أطيب تحياتها وأصدق أمنياتها بدوام التوفيق.

العولمة الاقتصادية والتكتلات الإقليمية

Economic globalization and regional blocs

العولمة النظام العالمي الجديد القائم على التطور التكنولوجي والتقني والابداع العلمي التي تعمل على ازالة كل الحدود بين شعوب العالم ليصبح هذا العالم قرية صغيرة.

مفهوم العولمة

العولمة هي ظاهرة ومصطلح عالمي جديد والذي ظهر مؤخرا نتيجة لعدة عوامل منها السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية وغيرها والتي أثرت في جميع انحاء العالم، والتي تهدف الى جعل هذا العالم كله قرية صغيرة متجانسة وان تجتمع كل الدول وتزيل كل الحدود والامم وكذلك الحضارات، كما أن العولمة ستمثل اتجاهاً حديثاً على جميع مجالات الحياة اليومية.
خصائص العولمة:

تتصف العولمة بمجموعة من الخصائص أبرزها ما يلي:

1.     سيطرة الشركات متعددة الجنسيات على اقتصاديات العالم حيث تم اختراق أكثر من (30) ألف شركة متعددة الجنسيات إلى (500) شركة كبرى في العالم إيرادها يعادل حوالي (41 %) من النتائج المحلى الإجمالي العالمي، كما أن (424) شركة من هذه الشركات تمتلكها مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، أمريكا واليابان وكندا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا وإيطاليا.
2.     بروز أحادية القطب التي تعد من أهم سمات العولمة والتي تتمثل في الهيمنة الأمريكية على العالم والسيطرة السياسية والعسكرية والاقتصادية وامتلاك وسائل الاتصال والتكنولوجيا المتقدمة.
3.     تراجع دور الدولة وعجزها عن مواجهة الشركات متعددة الجنسيات التي حلت محل الدولة في بعض الدول المتقدمة.
4.     تكوين نخبة من رجال الأعمال لا تنتمي إلى بلد معين، هدفها الأساسي السعي لنقل نشاطها في أي مكان وفق مقتضيات العائد المادي على نطاق علمي.
5.     تحقيق الوحدة والألفة والتأمل بين البشر دون اعتبار للعرق والثقافة أو الطبقة الاجتماعية والخلفية
6.     تؤدى العولمة إلى انقسام العالم إلى مناطق حضارية مغلقة وأخذ هذا الانقسام الشكل الثقافي والحضاري وأصبح أكثر وضوحاً من أي وقت مضى.
انواع العولمة وأهدافها

1.     العولمة الاقتصادية
2.     العولمة السياسة
3.     العولمة الاتصالية (الثقافية)
واهداف العولمة الاقتصادية هي:

§        توسيع وزيادة حجم التجارة العالمية لأجل النمو الاقتصادي في كلا الصعيدين المحلى والعالمي.
§        تسخير وتهيئة الفرص المناسبة لكي تساعد على النمو الاقتصادي سواء على الصعيد المحلى او الصعيد العالمي.
§        البحث عن حلول جذرية للمشكلات الانسانية المختلفة كالهجرة وانتشار المخدرات بين الدول.
§        تغير المستوى المعيشي عن طريق تهيئة وضع أفضل من الواقع الحالي للعالم لكي تعمل على خدمة ورفاهية البشرية من خلال القضاء على جميع الحواجز الثقافية التحول دون ذلك.
§        طرح العديد من انماط التفكير الحديثة والتقنيات التي تجعل الحياة أكثر بساطة وسهولة.
§        تقريب البلدان من بعضها البعض وتبادل البيانات والمعلومات في اقل وقت ممكن.
ايجابيات وسلبيات العولمة

ايجابيات العولمة:

§        العولمة الثقافية اثرت على انماط كثيرة وفي مجالات عيدة وركزت على حقوق الانسان وكذلك حقوق كل من المرأة والطفل.
§        ظهور التغيرات التكنولوجية التي تنج عنها الاختراعات التقنية وثروة الاتصالات والمواصلات.
§        ظهور مجموعات من القوى الاقتصادية الضاغطة كأتساع الاسواق وزيادة حدة المنافسة بين كل من المنظمات الاقليمية والمنظمات العالمية والمنظمات المحلية.
§        التداخل الثقافي والذي يؤثر على انماط وتفكير الدول كفتح المطاعم والاسواق التجارية العالمية التي تمتلئ بمنتجات من مختلف دول العالم.
§        التركيز على قيم واخلاقيات معينة مثل احترام الانسان والحرص على كرامته.
§        حرية المسمع والكلام والمعتقد.
§        حرية اتخاذ القرارات
§        ازدياد اعدا العلماء والمفكرين واعضاء هيئة التدريس والباحثين.
§        قيام شبكات من الاتصال والواصل بين المعاهد والجامعات حول العالم.
§        احترام اختلاف الحضارات واحترام الرأي والرأي الاخر.
§        تنظيم برامج ثقافية وتربوية وعلمية بين مختلف الجامعات والمعاهد حول العالم.
§        فتح المجالات للخلق والابتكار والابداع والتطوير والتنمية بين شعوب العالم.
للعولمة تأثيراتها السلبية وهي:

§        انتشار البطالة في الدول النامية ويرجع ذلك بسب عدم قدرتها على استقطاب وجذب شركات مشهورة وعالمية.
§        زيادة الاعتماد على المنشأت والخدمات متعددة الجنسيات في حين يقل التردد على المؤسسات المحلية.
§        ازدياد الضبعات والسلع المستوردة من الخارج الامر الذي ادى الى قلة نسب البضائع والسلع المصنعة محلياً واستبدالها بالسلع المستوردة خارجياً.
§        زيادة صرف العملات الاجنبية مقابل العملات المحلية والعملات الاخرى.
§        الغاء الترابط والتماسك بالوطن وحضارته وشعبة.
§        تدمير هوية الوطن والهوية القومية والثقافية للشعوب.
§        فرض ما يسمى بالوصايا الاجنبية والتي تعنى جعل الأجنبي والدول الاجنبية صاحبة النفوذ والقوة ومقدرتها في استنزاف وسلب ونهب خيرات البلاد الاخرى.
§        محى وازالة الموروثات والعادات والتقاليد الثقافية والوطنية داخل الدول.
§        الاغتراب الداخلي الذي يشعر به الافراد وهم في وطنهم.
§        سيطرة الدول الكبرى على الدول الصغرى واستنزاف ونهب خيراتها.
العولمة الاقتصادية: والتي يقصد بها الحرية في انتقال الخدمات والسلع ورؤوس الاموال في جميع انحاء العالم لأجل زيادة العرض والطلب على هذه السلع والمنتجات وكذلك العمل على توفيرها لجميع سكان العالم وبناءاً عليها قد ظهرت منظمة التجارة الدولية والتكتلات الاقتصادية.

ظاهرة التكتلات الاقتصادية ليست ظاهرة جديدة، بل أنها تعود إلى بداية القرن العشرين وتحديداً، بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أن الجديد هو تنامي تلك الظاهرة، كنتيجة لاندفاع دول العالم المتقدمة والنامية نحو إنشاءها أو الدخول فيها التي برزت في العقد الأخير من القرن العشرين، وأرتبط هذا التنامي بتسارع خطى العولمة، وما رافقها من عمليات اندماج تزامنت مع عمليات تحرير التجارة الدولية، وتحرير حركة رؤوس الأموال عالمياً سواء عبر تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر أم عبر تدفقات رؤوس الأموال قصيرة الأجل،
حتى اصبحت هذه الظاهرة سمة أساسية من سمات النظام الاقتصادي المعولم وتعزز التوجه نحو التكتلات الاقتصادية بعد خضوع كل من الدول المتقدمة والنامية لشروط منظمة التجارة العالمية الخاصة بتحرير التجارة،
فضلا عن خضوع قسم كبير من الدول النامية لشروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الخاصة بإعادة جدولة الديون وما ترتب عليها من التزام ببرامج الخصخصة والتكييف الهيكلي. ومهما تباينت الدوافع فإن بروز التكتلات الاقتصادية بهذا الزخم، يؤكد على قوة العوامل التي دفعت إلى ظهورها. وفي مقدمتها التحولات الهيكلية في الاقتصاد الدولي وما ترتب عليها من إعادة توزيع للأدوار والمواقع النسبية للمشاركين فيه. والتي شملت المشاركين الفاعلين في الاقتصاد الدولي،
 بل تعدت ذلك لتشمل معظم الدول النامية مما جعلها ظاهرة دولية في أبعد حدودها. فضلا عن كونها ظاهرة اقتصادية في منطقها السياسي وظاهرة استراتيجية في ترابط واتصال حلقاتها.
وفي ظل التكتلات الاقتصادية أصبح الاقتصاد العالمي أكثر ديناميكية، بعد أن ضم أنماطاً ودرجات مختلفة من التكتلات على رأسها الاتحاد الأوربي الذي يشكل نموذجاً متطوراً للتكتل الاقتصادي يليه التكتل الاقتصادي لأمريكا الشمالية ورابطة الآسيان مرورا بالحلف التجاري لأمريكا اللاتينية الذي يمثل درجة متوسطة من التكتل التجاري والمالي وانتهاء بمنطقة التجارة الحرة العربية التي تأتي في أدنى درجات التعاون الاقتصادي

في هذا المقال سنركز على مناقشة مفهوم التكتل الاقتصادي، ثم نحدد مقوماته وأهدافه،
ثم نلقي الضوء بإيجاز على أهم تلك التكتلات الاقتصادية بين الدول المتقدمة والنامية

أولا: مفهوم التكتل الاقتصادي:

يشير مفهوم التكتل الاقتصادي الى مجموعة الترتيبات التي تهدف الى تعزيز حالة التكامل الاقتصادي بين مجموعة من الدول من خلال تحرير التبادل التجاري وتنسيق السياسات المالية والنقدية وتحقيق نوع من الحماية لمنتجاتها الوطنية تجاه العالم الخارجي، بفرض تعريفة موحدة والتفاوض كعضو واحد على الاتفاقيات التجارية العالمية، من اجل تخفيض تكلفة التنمية عبر تخفيض تكاليف الاستيراد وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، وتحسين المناخ الاستثماري بتوسيع دائرة السوق وتوحيد أو تقارب الرسوم والحوافز الخاصة بالاستثمار. وتنسيق السياسات الاقتصادية المختلفة، والمساعدة على مواجهة المشكلات والأزمات الاقتصادية. وهناك درجات من التكتل الاقتصادي، تبدأ بالتدرج من رفع الحواجز الجمركية وغير الجمركية أمام السلع الوطنية للدول الأعضاء، أو ما يعرف بمنطقة التجارة الحرة. ثم الانتقال الى مرحلة الاتحاد الجمركي عندما تتفق الدول الأعضاء على وضع تعريفة موحدة على استيراداتها من الدول خارج التكتل، والمرحلة اللاحقة هي السوق المشتركة التي يتم فيها تحرير تدفق رؤوس الأموال واليد العاملة فيما بين الدول الأعضاء تليها الوحدة الاقتصادية التي يتم فيها تنسيق السياسات المالية النقدية وتوحيد كامل السياسات بما في ذلك العملة النقدية والسلطة النقدية، أخيراً تأتي مرحلة الاندماج الاقتصادي الكامل، وكل مرحلة من هذه المراحل تتطلب تخطي المرحلة التي كانت قبلها.

ثانيا: مقومات التكتل الاقتصادي:

يستند التكتل الاقتصادي على مجموعة من المقومات الاقتصادية والسياسية والثقافية، التي تعززه وتضمن استمراره، ومن الناحية السياسية فأن ضعف مستوى التقارب بين توجهات الأنظمة السياسية كان هو العائق الأهم في وجه معظم تجارب التكتل في الدول النامية وبخاصة في العالم العربي. كما شكل ضعف التقارب الاجتماعي والثقافي سببا في إعاقة تجارب أخرى، ورغم أن المقومات السياسية والثقافية ضرورية لنجاح التكتل إلا أنها ليست كافية لوحدها، حيث تعد المقومات الاقتصادية هي الشرط الكافي وخير مثال هي تجربة الاتحاد الأوروبي، فقد وصلت أوروبا إلى درجة كبيرة من التوافق والى مراحل متقدمة من التكتل الاقتصادي رغم الحروب والفوارق والاجتماعية والثقافية الكبيرة بين شعوبها،
بعد أن رجحت كفة بناء المستقبل على كفة أحقاد الماضي، لتبرهن على الدور الفعال للمصالح المشتركة وأهميتها إلى جانب المقومات الاقتصادية في نجاح أي مشروع تكاملي جاد.

ويمكن إيجاز أهم المقومات الاقتصادية بما يأتي:

§  الموارد الطبيعية والقوى العاملة: -فالتفاوت في التوزيع النسبي لهذين الموردين سيحفز الدول التي تتميز بوجود ندرة نسبية في أحد هذين الموردين أو كليهما للدخول في تكتل مع الدول التي تمتلك وفرة نسبية في أحد هذين الموردين أو كليهما، وعند قيام التكتل فإنه سيسمح بتوسيع الإنتاج من السلع والخدمات ويؤدي إلى تطوير النشاط الاقتصادي عموما وفقا لمبدأ التخصص وتقسيم العمل الذي يسمح بوفورات الإنتاج والحجم الكبير على أساس الميزات النسبية التي تتمتع بها كل دولة من الدول المتكاملة.
§  البنية الأساسية: -تظل المكاسب المتحققة من الانضمام الى التكتل محدودة في حالة افتقار دول التكتل إلى بنية أساسية متطورة، وهذا بدوره سيحد من المزايا المتوقعة من تحقيق التخصص وتقسيم العمل.
ثالثا: أهداف التكتل الاقتصادي:

 تبين مما سبق أن التكتل الاقتصادي هو عملية سياسية وثقافية واقتصادية مستمرة باتجاه إقامة علاقات اندماجية متكافئة وتحقيق عوائد مشتركة من خلال الاستغلال المشترك لإمكانيات وموارد الأطراف المساهمة بغية خلق مزيد من التداخل بين هياكلها الاقتصادية وصولا إلى الوحدة الاقتصادية وتكوين كيان اقتصادي واحد يسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاقتصادية أهمها: -
1.     الحصول على مزايا الإنتاج الكبير: بتوسيع حجم السوق وتوجيه الاستثمارات توجيها اقتصاديا سليما
2.      تقسيم العمل التكنيكي والوظيفي: للاستفادة من المهارات والأيدي العاملة بصورة أفضل وعلى نطاق واسع.
3.     تسهيل التنمية الاقتصادية: من خلال خلق فرص جديدة تنهض بالإنتاج والاستثمار والدخل والتشغيل.
4.     رفع مستوى الرفاهية: من خلال تمكين المستهلكين من الحصول على السلع بأقل الأسعار الممكنة.
5.     تخفيض أثر الصدمات الخارجية: من خلال زيادة مستوى التنويع الإنتاجي في الدول الأعضاء في التكتل.
 رابعا: التكتلات الاقتصادية في الدول المتقدمة:

o الاتحاد الأوروبي: بدأ الاتحاد الأوربي كمنطقة تجارة حرة بموجب اتفاقية" روما" عام 1958ثم تدرج مستوى الاندماج وتعمق بشكل مستمر الى أن وصل عدد الدول الأعضاء في إلى الاتحاد الى 25 دولة بعد انضمام دول أوربا الشرقية فأصبح من أكبر التكتلات الاقتصادية في العالم وأكثرها اكتمالا من حيث البني والهياكل التكاملية، ومن حيث الاستمرار في المسيرة التكاملية. ومن حيث الإمكانيات فإن هذا التكتل يهيمن تجاريا على أكثر من ثلث التجارة العالمية. ويحصل على أكبر دخل قومي في العالم، كما يعتبر أضخم سوق اقتصادي داخلي حيث بلغ عدد سكانه أكثر من 380 مليون نسمة وبمتوسطات دخل فردي مرتفعة نسبيا. ويلاحظ أن التكتل الاقتصادي الأوروبي يتخذ استراتيجية هجومية تجاه الاقتصاد العالمي ويسعى بكل قوة إلى أن يكون على رأس الشكل الهرمي للنظام الاقتصادي العالمي الجديد في القرن الحادي والعشرين، ويمكن أن نلتمس ذلك بجلاء من خلال تفحص أهداف هذا التكتل التي وإن كانت تركز على تقوية الهياكل والبنى الاقتصادية للاتحاد، إلا أنها تنص بشكل واضح على سعي الاتحاد إلى دخول القرن الحادي والعشرين بصورة تسمح له بأن يلعب دوراً أكثر فاعلية في كافة المجالات الاقتصادية بل وحتى السياسية. وهذا ما يدعم فرضية الترابط بين ظاهرة تنامي التكتلات الاقتصادية وما يشهده العالم من عولمة اقتصادية على جميع الأصعدة.
o التكتل الاقتصادي لأمريكا الشمالية(NAFTA) : أنشئ هذا التكتل في نهاية العام 1993 ،ويضم كلا من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك ، وبالرغم من كونه لا يضم إلا ثلاث دول كبيرة، فإنه مثل أكبر منطقة تجارة حرة في العالم تقريبا بحجم اقتصاد يقارب 7 تريليونات دولار عند النشأة، وعدد منتجين ومستهلكين يناهز 360 مليون نسمة، كما يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي 670 مليار دولار، وحجم التجارة الخارجية 1017 مليار دولار عام 1991، ناهيك عن الإمكانات التي تتمتع بها الولايات المتحدة الأمريكية من مستويات تكنولوجية وصناعات متقدمة وثروات طبيعية وقدرات مالية هائلة. وإذا تفحصنا أهداف هذا الاتحاد نجدها لا تختلف كثيراً عن أهداف الاتحاد الأوروبي، فهي بعد تحقيق اقتصاد قوي للدول الأعضاء تعطي كل أولوياتها لتعزيز القدرة التنافسية مع التكتلات الاقتصادية الأخرى الصاعدة على المستوى العالمي وبالخصوص الاتحاد الأوروبي.
الأول/ رابطة جنوب شرق آسيا المعروفة باسم الآسيان(ASEAN)
يتكون هذا التكتل من ست دول هي: تايلاند، سنغافورة، ماليزيا، بروناي، إندونيسيا، الفلبين. وقد أنشئ في العام 1967 وكان هدفه في البدء سياسياً يتلخص بإقامة حلف مضاد للشيوعية، وبعد الأضرار التي لحقت بدول التكتل جراء السياسات الحمائية المتبعة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا تجاه صادرات تلك الدول، أخذت تهتم بالتعاون الاقتصادي وهكذا أنشئت تكتل (الآسيان) الذي أرسى خطوة هامة على طريق تأسيس جبهة منظمة مضادة للتكتلات الاقتصادية الأخرى ثم أخذ دوره يتزايد في التجارة الدولية باستمرار، فبعد أن كانت صادرات المجموعة لا تمثل سوى3%من إجمالي الصادرات العالمية، وحوالي 5. 11% من إجمالي صادرات الدول النامية، وصلت هذه الصادرات إلى 5%من إجمالي الصادرات العالمية، وحوالي 18%من إجمالي صادرات الدول النامية.
الثاني / جماعة التعاون الاقتصادي لآسيا الباسيفيكية والمعروفة باسم (APEC)
تتكون هذه الجماعة من ثمانية عشر دولة على رأسها اليابان والصين واستراليا والولايات المتحدة وكندا والمكسيك ونيوزيلندية وكوريا الجنوبية، ودول رابطة الآسيان. وقد جاء إنشاء هذا التجمع الاقتصادي العملاق كرد فعل على إعلان قيام أوروبا الموحدة عام 1992.ويسيطر التجمع على حوالي 50% من الناتج القومي الإجمالي العالمي والتجارة العالمية.

خامسا: التكتلات الاقتصادية في الدول النامية:

تتميز التكتلات الاقتصادية في الدول النامية بضعفها وحاجتها الى المزيد من العمل والتنسيق ومن أهمها:

§  تجارب التكتل في أمريكا اللاتينية: أنشئت هذه الربطة في العام 1961، وتضم كل من الأرجنتين، البرازيل، المكسيك، شيلي، بيرو، أورغواي، باراغواي، كولومبيا، والإكوادور، فنزويلا، وبوليفيا، وبذلك فهي تشمل كل قارة أمريكا اللاتينية الى جانب المكسيك. وأقتصر هذه الربطة على تحرير التجارة دون أن يمتد إلى تحقيق الاتحاد الجمركي أو السوق المشتركة، وتميزت بتواضع أهدافها وتباطؤها في الانجاز، نتيجة التفاوت الكبير بين أعضائها، فالدول الثلاث الكبرى: الأرجنتين والبرازيل، والمكسيك تمثل مساحتها وسكانها حوالي70 % من الدول الأعضاء في الرابطة، وهذا التفاوت الكبير في الإمكانيات كان السبب الرئيسي في فشل هذا التجمع.
§  تجارب التكتل الإقليمي في آسيا: في إطار المناطق التكاملية داخل آسيا ، يمكن التمييز بين منطقة جنوب شرق آسيا التي أقامت رابطة جنوب شرق آسيا "الآسيان “التي سبق الإشارة إليها ، أما في وسط آسيا فقامت منظمة التعاون الإقليمي للتنمية بين ثلاث دول آسيوية هي: إيران، باكستان، تركيا، في العام 1964 بعد استفادتها من مزايا التعاون الذي تحقق لها في إطار حلف بغداد، وتتميز دول هذا الإقليم بأنها متجاورة وبينها قدر من التوافق في النواحي السياسية والحضارية، وقد تجسد ذلك من خلال إبرام العديد من العقود والاتفاقيات بين الدول وإقامة المشاريع الاقتصادية المشتركة. غير أن قيام الثورة الإيرانية، ثم نشوب حرب العراقية -الإيرانية قد جمد أعمال المنظمة حتى العام 1985الذي توصلت فيه الدول الأعضاء الى اتفاقية تقضي بإعادة هيكلة المنظمة وإحيائها تحت اسم (منظمة التعاون لاقتصادي)،وشكلت معاهدة أزمير الأساس القانوني لهذه المنظمة، وأجريت عدة تعديلات على هذه المعاهدة في العام 1990 ، كما أضيفت لها بروتوكولات في 1991،وفي سنة 1992 انضمت سبع دول جديدة إلى الدول الثلاث المؤسسة ليصبح العدد عشر دول، وهذه الدول هي: أفغانستان، وست من دول آسيا الوسطى التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي وهي: أذربيجان، وأوزبكستان، وتركمنستان، وطاجاكستان، وكازاخستان، وقيرقيزية. ولا تختلف أهداف المنظمة الجديدة عن سابقتها وإن كانت منحت اهتماما جديدا للبعد الدولي، فتضمنت أهدافها السعي إلى الاندماج التدريجي في الاقتصاد العالمي، وهي نفسها الفكرة التي اتخذتها مختلف التكتلات الاقتصادية في شتى أنحاء العالم.
§   تجارب التكتل في الوطن العربي : رغم توفر المقومات الاقتصادية والثقافية المطلوبة لقيام تكتل اقتصادي ناجح في الوطن العربي ،ألا أن غياب شرط التوافق السياسي بين الأنظمة العربية وحالة عدم الاستقرار السياسي في بعض الدول العربية وقفت حائلا دون نجاح معظم تجارب التكتل في الوطن العربي باستثناء تجربة دول مجلس التعاون الخليجي التي بدأت بإنشاء منطقة التجارة الحرة في العام 1981 ، ثم انتقلت الى مرحلة الاتحاد الجمركي في العام 2003 ورغم التقدم النسبي في الترتيبات والإجراءات المتخذة جاء التقرير الاقتصادي الخليجي 2005-2006 ليؤكد على ضعف مؤشرات التكامل التجاري وانخفاض مستوى التجارة البينية الخليجية، وضعف مجالات الاستفادة من ارتفاع عوائد الصادرات النفطية؛ نتيجة ارتفاع الطلب على السلع المستوردة وضعف مستوى التنويع الإنتاجي في دول المجلس ،جعلتها تتجه نحو الأسواق الخارجية ، وأدى ذلك الى تسرب جزء كبير من الأموال الخليجية الى الخارج، وهذا الأمر يفرض على دول المجلس بذل المزيد من الجهود لرفع مستوى التنويع الإنتاجي من السلع والخدمات التي تحظى فيها بميزة نسبية لزيادة مستوى التكامل الاقتصادي الخليجي.

الخاتمة:

بناء على كل ما تقدم، يبدو أن الأهداف المشتركة لجميع التكتلات الاقتصادية هي الحصول على مزايا اقتصادية أكبر مقارنة بما كانت تحصل عليه عندما كانت خارج التكتل. فضلا عن سعيها لحماية إنتاجها المحلي من المنافسة الأجنبية في ظل العولمة وفتح الأسواق، وعليه أصبحت مسالة الانضمام الى التكتلات الإقليمية أمراً حتمياً. فلم يعد هناك أي مجال للنجاح في تحقيق أهداف التنمية أو الدفاع عن المصالح الوطنية إذا بقي البلد منفرداً بعد أن أصبح شعار التعامل الاقتصادي الدولي هو" أن البقاء لمن هو أكثر كفاءة وقوة ومنافسة “. في ظل هذه الظروف فأن الدول العربية مدعوة أكثر من أي وقت مضى الى بناء تكتل اقتصادي يضاهي التكتلات المتطورة، لتستفيد من إمكانياتها الاقتصادية الهائلة. ولكي يكون هناك أمل في أمكانية تحقيق هذا الهدف، فإن الأمر يستدعي العمل بجدية أكثر من أجل، الارتقاء بنظم الحكم في الدول العربية، والاهتمام بالتنمية البشرية ورفع مستوى المهارات، وزيادة تنافسية الصادرات وتنويع الهياكل الإنتاجية، وحل مشاكل المديونية واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحسين مناخ الاستثمار.

كيفية التسجيل والمشاركة:

§         ارسال خطاب المشاركة الرسمي على فاكس رقم:( 0020237800573) -(0020235866323)
§         او جوال: 00201064930830 او بريد الكرتوني smradel.ahadhr@gmail.com
يحصل المشارك مقابل رسم الاشتراك على الاتي:
1.     الاستقبال والتوديع من وإلى المطار.
2.     تسهيلات الحجز الفندقي.
3.     الاشتراك في اعمال البرنامج.
4.     المادة العلمية للبرنامج على اسطوانة مضغوطة C.D
5.     الحقيبة العلمية للبرنامج.
6.     بوفية المشروبات والمأكولات خلال فترات الاستراحة بالبرنامج.
7.     شهادة حضور من الدار العربية للتنمية الإدارية AHAD.
8.     يتسلم المتدرب شهادة جامعة ميزوري الأمريكية بعد 90 يوم من انتهاء أيام التدريب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الدبلوم المهني الحوكمة الرشيدة ... فن ادارة المؤسسات عالية الجودة مكان الانعقاد / القاهرة – جمهورية مصر العربية تاريخ الانعقاد / 5 -9 مـــــــــــايــــــو2024

  الدبلوم المهني الحوكمة الرشيدة ... فن ادارة المؤسسات عالية الجودة مكان الانعقاد / القاهر...